تأمل الرب يسوع
بينما كان قلبي يَعاني من كل هذه المِحَنِ، بطرس، الذي وَعد منذ ساعات مضت أَنْ يتبعني حتى الموت، أُنكرني فى إجابة لسؤالَ بسيطَ قد وجه إليه وكَانَ ممكن أَنْ يَخْدمه في إعْطاءِ شهادةِ عنّي. ولأن الخوف أُستوليْ عليه أكثر، عندما تكرر السّؤال، أقسمُ بأنّه ما سَبَقَ أَنْ عَرفني قط ولا أنه تلميذي. بَسْؤُاله لثالث مرة، أجابَ بلّعناتِ رديه .
أبنائي الصغار، عندما يَحتجُّ العالم ضدي وتتحول عنى نفوس مُختَاَرينى، واَرى نفسي متَروكاً ومُنكرُاً، هَلْ تَعْرفُون كم تكون عظمة الحزنُ والمرارةُ في قلبي؟
سَأُخبرهم كما أخبرتُ بطرس : أحبائي، يا من اَحْبّهمُ كثيراً، هَلْ لا تَتذكّرونُ اختبارات الحبِّ التي أعطيتها لكَم؟ هَلْ نَسيتمَ كم مرة وعدتموني أنْ تكُونواَ أمناء وأَنْ تدافعوا عنى ؟ أنكَم لا تثقون بأنفسكم لأنكم ضالون؛ لكن إن أتيتم لي باتضاع وبإيمان ثابت، لا تخافوا شيئاً؛ فأنكم ستكونون مسنودين جيّداً .
أحبائي، يا من تحيون مُحفوفين مِن قِبل كثير من الأخطارِ، لا تَدْخلُوا في فرص الخطيئةِ من خلال الفضولِ العقيمِ؛ كُونُوا حذرينُ فأنكم قد تَسْقطون مثلما سقط بطرس.
وأنتَم يا من تَعْملُون في كرمى، إن شْعرتُم أنكم تتحركون بدافع الفضولِ أو بدافع بعض الإشباع البشرىِ، فسَأُقول لكم أَنْ تَهْربَوا. لكن إن كنتم تَعْملُوا من أجل الطاعةِ وكنتم مَدْفوعينُ بتأجج من أجل النفوس ومن أجل مجدي، فلا تخافوا. فأنا سَأَحْميكَم وأنتَم ستغلبون.
عندما آخذني الجنود سجيناًَ، كَانَ بطرس نصف مُختبئ في أحد الأروقةِ وسط الحشودِ. نظراتنا تلاقت؛ عيناه كانت مُتحُيّرةْ، لقد كان ذلك لجزء من الثانية فقط ومع ذلك، أخبرته بالكثير!... لقد رَأيته يَبكى بمرارة لخطيئته وبقلبي قلت له : " إن العدو قَدْ حَاولَ أَنْ يَمتلككَ لكنى لم أَتْرككَ. أنى اَعْرفُ أنّ قلبكَ لم ينكرني. كُنُ مُستعداً لمعركةِ اليومِ الجديدِ، للمعارك المتكررة ضدّ الظّلمةِ الرّوحيةِ وأعد نفسك لتتلقى أخباراً جيدة. إلى اللقاء يا بطرس . "
كم من مرة اَنْظرُ نحو النفس التى أَثمتُ، لكن هَلْ تَنْظرُ هى إلىّ أيضا ؟ ليس دائما تتلاقى أعيننا. كم كثيراً من المرات اَنْظرُ إلي النفس وهى لا تَنْظرُ إليّ؛ أنها لا تَراني؛ إنها عمياء.... إنى اَدْعوها باسمها وهى لا تُجيبني. أُرسل لها الأحُزانَ، الآلام، عسى أن تستطيع أَنْ تفيق من نومها، لكنها لا تُريدُ أَنْ تَستيقظَ.
أحبائي، إن لم تَنْظرُوا نحو السّماءِ، فأنتَم سَتَحيون ككائناتِ محَرومةْ من الحافزِ. ارفعْوا رؤوسكَم وتأمّلْوا المسكن الذي ينتظركَم. ابحثواْ عن إلهكَم وأنتَم سَتَجدونه دائما وعيناه مًثَبّتة عليكم، وفي نظرته سَتَجدُون سلاماً وحياة.