مصادر الآفكار الشريرة
هل كل فكر شرير يجول بذهني يحسب خطية ؟ كيف تأتى هذه الأفكار الشريرة ، وكيف أمنع مجيئها ؟
يجيب قداسة البابا شنوده الثالث، أطال الله حياته:
ليس كل فكر شرير يجول بذهنك يحسب خطية ، فهناك فرق بين حرب الفكر ، والسقوط بالفكر :
حرب الفكر ، هو أن يلح عليك فكر شرير . وانت غير قابل له ، وتعمل بكل جهدك
وبكل قلبك علي طرده ، ولكنه قد يبقي بعض الوقت . وبقاؤه ليس بإرادتك ،
لذلك لا يحسب خطية . بل إن مقاومتك له تحسب لك براً
أما السقوط بالفكر ، فهو قبولك الشرير ، و التذاذك به ، واستبقاؤك له ، وربما اختراعك لصور جديدة له …
و السقوط بالفكر قد يبدأ من رغبة خاطئة في قلبك ، أو شئ مختزن في عقلك
الباطن . أو قد يبدأ بحرب للعدو من الخارج ، تقاومها أولاً ، ثم تستلم لها
وتسقط ، وتتطور في سقوطك .
أو قد تسقط في الفكر إلي لحظات ، وترضي به ثم تعود فتستيقظ لنفسك وتندم وتقاومه فيهرب .
علي قدر ما تقاوم الفكر تأخذ سلطاناً عليه فيهرب منك ، أولاً يجرؤ علي
محاربتك . وعلي قدر ما تستسلم له ، يأخذ سلطاناً عليك ، ويجرؤ علي محاربتك
.
بيدك دفه الحرب ، وليس بيده . الفكر يجس نبضك ، وعلي حسب حالتك يحاربك ،
قال السيد المسيح " رئيس هذا العالم يأتي ، وليس له في شئ "( يو 14 : 30)
. أما انت ، فهل عندما يحاربك الشيطان ، يمكنه أن يجد فيك شيئاً له .
إن الفكر يختبر قلبك: هل يوجد فيه ما يشابهه ؟ و شبيه الشئ منجذب إليه ؟ … أو هل يمكن أيجاد هذا الشبيه ؟
فإن كان قلبك من الداخل أميناً جداً ، لا يخون سيده مع هذه الأفكار ، ولا
يفتح لها مدخلاً إليه ولا يتعامل ، ولا يقبلها ، حينئذ تهرب منه الأفكار ،
وتخافه الشياطين … أما إن تساهل القلب مع الأفكار ، فحينئذ تجرؤ عليه .
هناك أفكار شريرة تدخل إلي القلب النقي لتساهله معها . وهناك أفكار شريرة
تخرج من القلب الشرير لعدم نقاوته . أي أن هناك أفكاراً شريرة تأتي من
الخارج ، وأخري من الداخل .
الأفكار الشريرة التي من الخارج ، مثالها محاربة الحية لحواء . وكانت حواء
نقية القلب . ولكن بسبب تساهلها مع الحية ، دخلت الأفكار إلي قلبها ،
وتحولت إلي قلبها ، وتحولت إلي شهوة ، وإلي عمل . أما الأفكار الشريرة
التي تأتي من الداخل ، فعنها قال الرب " والإنسان الشرير من كنز قلبه
الشرير ، يخرج الشر " ( لو 6: 45) .
وقد تأتي الأفكار من القلب من شهوات مختزنة . وقد تأتي من العقل الباطن ، من صور وأفكار وأخبار مختزنة …
من هذا المكنوز في الداخل ، تخرج الأفكار ، لأية إثارة ، ولأي سبب . فأحرص أن يكون المكنوز فيك نقياً .
علي أن الأفكار التي تخرج من العقل ، تكون أقل قوة .
إنها أقل قوة من الأفكار التي تخرج من القلب . لأن الخارجة من القلب ،
ممتزجة بالعاطفة أو بالشهوة ،ولهذا فهي أقوي . وهكذا بإمكان بسهولة ، أن
يطرد الفكر التي تخرج من العقل . ولكنه إذا استبقاها ، أو تساهل معها ،
فقد تتحول إلي القلب ، وتنفعل بانفعالاته ، فتقوي …
لذلك كما يجب علي الإنسان أن يحفظ قلبه ، كذلك يجب أن يحفظ عقله ويحفظ الخط الواصل بين العقل و القلب …
" فوق كل تحفظ احفظ قلبك ، لأن من مخارج الحياة "( أم 4 : 23) إن حرب
الأفكار إذا أتتك ، وأنت نقي القلب ، حار ، ستكون حرباً ضعيفة ، وبإمكانك
أن تهرب منها . أما ان أتتك وأنت في حالة فتور روحي ، أو " من كثرة الأثم
قد بردت " محبتك للرب . فحينئذ تكون الحرب عنيفة و الهروب صعباً … لذلك "
صلوا ، لكي لا يكون هربكم في شتاء ".
احفظ فكرك ، لكي لا يدخله شئ يعكر نقاوتك . واحفظ أيضاً حواسك ، لأن الحواس هي أبواب لفكر …
احفظ نظرك وسمعك وملامسك وباقي الحواس . لأن ما تراه وما تسمعه ، قد لا
تمنع ذهنك من التفكير فيه ، ومن الانفعال به . لذلك فالاحتراس أفضل .
وإن دخل إلي سمعك أو بصرك أو فكرك شئ غير لائق ، فلا تجعله يتعمق داخلك . وليكن مروره عابراً .
إن الأشياء العابرة لا تكون ذات تأثير قوي . أما إذا تعمقت ، فإنها تترسب
في العقل الباطن ، وتمد جذورها إلي القلب ، وقد تصل إلي مراحل الانفعال …
أن النسيان هو من نعم الله علي الإنسان ، به يمكن أن تمحي الأفكار العابرة وما تعبر به الحواس …
أما الأفكار التي تدخلها إلي أعماقك ، فإنها تستقر في باطنك ، وتتصل
بالشعور وباللاشعور ، ولا يكون نسيانها سهلاً ، وقد تكون سبباً في حرب من
الأفكار و الظنون والأحلام ، ومصدراً للرغبات وللانفعالات ، ومبدأ لقصص
طويلة …
هل كل فكر شرير يجول بذهني يحسب خطية ؟ كيف تأتى هذه الأفكار الشريرة ، وكيف أمنع مجيئها ؟
يجيب قداسة البابا شنوده الثالث، أطال الله حياته:
ليس كل فكر شرير يجول بذهنك يحسب خطية ، فهناك فرق بين حرب الفكر ، والسقوط بالفكر :
حرب الفكر ، هو أن يلح عليك فكر شرير . وانت غير قابل له ، وتعمل بكل جهدك
وبكل قلبك علي طرده ، ولكنه قد يبقي بعض الوقت . وبقاؤه ليس بإرادتك ،
لذلك لا يحسب خطية . بل إن مقاومتك له تحسب لك براً
أما السقوط بالفكر ، فهو قبولك الشرير ، و التذاذك به ، واستبقاؤك له ، وربما اختراعك لصور جديدة له …
و السقوط بالفكر قد يبدأ من رغبة خاطئة في قلبك ، أو شئ مختزن في عقلك
الباطن . أو قد يبدأ بحرب للعدو من الخارج ، تقاومها أولاً ، ثم تستلم لها
وتسقط ، وتتطور في سقوطك .
أو قد تسقط في الفكر إلي لحظات ، وترضي به ثم تعود فتستيقظ لنفسك وتندم وتقاومه فيهرب .
علي قدر ما تقاوم الفكر تأخذ سلطاناً عليه فيهرب منك ، أولاً يجرؤ علي
محاربتك . وعلي قدر ما تستسلم له ، يأخذ سلطاناً عليك ، ويجرؤ علي محاربتك
.
بيدك دفه الحرب ، وليس بيده . الفكر يجس نبضك ، وعلي حسب حالتك يحاربك ،
قال السيد المسيح " رئيس هذا العالم يأتي ، وليس له في شئ "( يو 14 : 30)
. أما انت ، فهل عندما يحاربك الشيطان ، يمكنه أن يجد فيك شيئاً له .
إن الفكر يختبر قلبك: هل يوجد فيه ما يشابهه ؟ و شبيه الشئ منجذب إليه ؟ … أو هل يمكن أيجاد هذا الشبيه ؟
فإن كان قلبك من الداخل أميناً جداً ، لا يخون سيده مع هذه الأفكار ، ولا
يفتح لها مدخلاً إليه ولا يتعامل ، ولا يقبلها ، حينئذ تهرب منه الأفكار ،
وتخافه الشياطين … أما إن تساهل القلب مع الأفكار ، فحينئذ تجرؤ عليه .
هناك أفكار شريرة تدخل إلي القلب النقي لتساهله معها . وهناك أفكار شريرة
تخرج من القلب الشرير لعدم نقاوته . أي أن هناك أفكاراً شريرة تأتي من
الخارج ، وأخري من الداخل .
الأفكار الشريرة التي من الخارج ، مثالها محاربة الحية لحواء . وكانت حواء
نقية القلب . ولكن بسبب تساهلها مع الحية ، دخلت الأفكار إلي قلبها ،
وتحولت إلي قلبها ، وتحولت إلي شهوة ، وإلي عمل . أما الأفكار الشريرة
التي تأتي من الداخل ، فعنها قال الرب " والإنسان الشرير من كنز قلبه
الشرير ، يخرج الشر " ( لو 6: 45) .
وقد تأتي الأفكار من القلب من شهوات مختزنة . وقد تأتي من العقل الباطن ، من صور وأفكار وأخبار مختزنة …
من هذا المكنوز في الداخل ، تخرج الأفكار ، لأية إثارة ، ولأي سبب . فأحرص أن يكون المكنوز فيك نقياً .
علي أن الأفكار التي تخرج من العقل ، تكون أقل قوة .
إنها أقل قوة من الأفكار التي تخرج من القلب . لأن الخارجة من القلب ،
ممتزجة بالعاطفة أو بالشهوة ،ولهذا فهي أقوي . وهكذا بإمكان بسهولة ، أن
يطرد الفكر التي تخرج من العقل . ولكنه إذا استبقاها ، أو تساهل معها ،
فقد تتحول إلي القلب ، وتنفعل بانفعالاته ، فتقوي …
لذلك كما يجب علي الإنسان أن يحفظ قلبه ، كذلك يجب أن يحفظ عقله ويحفظ الخط الواصل بين العقل و القلب …
" فوق كل تحفظ احفظ قلبك ، لأن من مخارج الحياة "( أم 4 : 23) إن حرب
الأفكار إذا أتتك ، وأنت نقي القلب ، حار ، ستكون حرباً ضعيفة ، وبإمكانك
أن تهرب منها . أما ان أتتك وأنت في حالة فتور روحي ، أو " من كثرة الأثم
قد بردت " محبتك للرب . فحينئذ تكون الحرب عنيفة و الهروب صعباً … لذلك "
صلوا ، لكي لا يكون هربكم في شتاء ".
احفظ فكرك ، لكي لا يدخله شئ يعكر نقاوتك . واحفظ أيضاً حواسك ، لأن الحواس هي أبواب لفكر …
احفظ نظرك وسمعك وملامسك وباقي الحواس . لأن ما تراه وما تسمعه ، قد لا
تمنع ذهنك من التفكير فيه ، ومن الانفعال به . لذلك فالاحتراس أفضل .
وإن دخل إلي سمعك أو بصرك أو فكرك شئ غير لائق ، فلا تجعله يتعمق داخلك . وليكن مروره عابراً .
إن الأشياء العابرة لا تكون ذات تأثير قوي . أما إذا تعمقت ، فإنها تترسب
في العقل الباطن ، وتمد جذورها إلي القلب ، وقد تصل إلي مراحل الانفعال …
أن النسيان هو من نعم الله علي الإنسان ، به يمكن أن تمحي الأفكار العابرة وما تعبر به الحواس …
أما الأفكار التي تدخلها إلي أعماقك ، فإنها تستقر في باطنك ، وتتصل
بالشعور وباللاشعور ، ولا يكون نسيانها سهلاً ، وقد تكون سبباً في حرب من
الأفكار و الظنون والأحلام ، ومصدراً للرغبات وللانفعالات ، ومبدأ لقصص
طويلة …