5الغيمة و تلّة الرمل
كلّنا يعرف أنّ حياة الغيوم قصيرة و كثيرة الحركة. ذات يوم، بدأت غيمة فتيّة رحلتها الأولى في السماء مع شلّةٍ من الغيوم الكبيرة المنتفخة ذات الأشكال الغريبة. و حلّق هذا الموكب البهيج فوق الصحراء الواسعة.
كانت الغيوم الأكثر خبرة تشجّع الغيمة الفتيّة و تقول:"أسرعي، أسرعي، إذا تسكّعتِ ستضيعي!" و كما هو حال كثيرٍ من الشباب، كانت الغيمة الفتيّة فضوليّة. فتركت نفسها تطير خلف الغيوم الأخرى التي بدت مثل قطيع ثيرانٍ يركض. فصرخ بها الهواء:"ما الذي تفعلينه هنا؟ تحرّكي!" لكنّ الغيمة الصغيرة لمحت تلال الرمل الذهبيّ فقالت في نفسها :"منظر خلاّب!" و تركت نفسها تحلق بطيرانٍ يزداد خفّة. كانت التلال الرمليّة تشبه سحباً ذهبيةً تداعبها الرياح.
و ابتسمت لها إحداها و قالت:"صباح الخير." كانت تلّة مكتنزة، كوّنتها الريح لتوّها، و سرّحت شعرها الذهبيّ. فقدّمت الغيمة نفسها:" صباح الخير. اسمي عُمْر." و أجابت التلّة:" و أنا اسمي واحدة."
- كيف تعيشين في الأسفل؟
- ... مع الشمس و الريح. الطقس حارٌّ قليلاً لكنّي تعوّدتُ. و أنتِ، كيف تعيشين في الأعلى؟
- مع الشمس و الريح... و الجري المستمرّ في السماء.
- إنّ حياتي قصيرة جداً. و قد أختفي حين تعود الريح.
فسألت الغيمة: أيزعجك هذا؟
- قليلاً. لديّ إحساس بأني غير مفيدة.
- و أنا أيضاً، سأتحول قريباً الى مطر و أسقط. هذا قدري.
و تردّدت التلّة لحظةً و قالت : أتعرفين أننا نسمّي المطر جنّة؟
فقالت الغيمة بابتسامةٍ لطيفة: لا، لم أعرف أنّي بهذه الأهمية.
- لقد سمعتُ من بعض عجائز التلال كم المطر جميل. تقول إننا نلبس زينةً بعد هطوله تسمّى العشب و الزهور.
فأكّدت الغيمة : نعم هذا صحيح. لقد رأيت ذلك.
ختمت التلّة حديثها حزينةً:من دون شك، لن أرى المطر أبداً.
و فكّرت الغيمة لحظة ثم أضافت: أستطيع أن أغطّيك بالمطر...
- لكنّك ستموتين حينها.
فقالت الغيمة و هي تترك نفسها تسقط و تتحول الى مطر بألوان قوس قزح: نعم و لكنّكِ ستزهرين.
و في اليوم التالي، كانت التلّة الصغير مغطّاة بالزهور.
"اجعلني يا ربّ شمعة، أفني نفسي، ولكني سأنير الآخرين"
للتفكير
من أراد أن يحفظ حياته بفقدها...ما معنى حياتك؟ و هل لمعنى حياتك سمو؟ و هل يشمل هذا السمو الخير العام أم ينحصر في كيانك الضيّق؟ هل أنت مستعدّ للتضحية من أجل الآخرين؟ و ما هي صعوباتك في هذا؟
كلّنا يعرف أنّ حياة الغيوم قصيرة و كثيرة الحركة. ذات يوم، بدأت غيمة فتيّة رحلتها الأولى في السماء مع شلّةٍ من الغيوم الكبيرة المنتفخة ذات الأشكال الغريبة. و حلّق هذا الموكب البهيج فوق الصحراء الواسعة.
كانت الغيوم الأكثر خبرة تشجّع الغيمة الفتيّة و تقول:"أسرعي، أسرعي، إذا تسكّعتِ ستضيعي!" و كما هو حال كثيرٍ من الشباب، كانت الغيمة الفتيّة فضوليّة. فتركت نفسها تطير خلف الغيوم الأخرى التي بدت مثل قطيع ثيرانٍ يركض. فصرخ بها الهواء:"ما الذي تفعلينه هنا؟ تحرّكي!" لكنّ الغيمة الصغيرة لمحت تلال الرمل الذهبيّ فقالت في نفسها :"منظر خلاّب!" و تركت نفسها تحلق بطيرانٍ يزداد خفّة. كانت التلال الرمليّة تشبه سحباً ذهبيةً تداعبها الرياح.
و ابتسمت لها إحداها و قالت:"صباح الخير." كانت تلّة مكتنزة، كوّنتها الريح لتوّها، و سرّحت شعرها الذهبيّ. فقدّمت الغيمة نفسها:" صباح الخير. اسمي عُمْر." و أجابت التلّة:" و أنا اسمي واحدة."
- كيف تعيشين في الأسفل؟
- ... مع الشمس و الريح. الطقس حارٌّ قليلاً لكنّي تعوّدتُ. و أنتِ، كيف تعيشين في الأعلى؟
- مع الشمس و الريح... و الجري المستمرّ في السماء.
- إنّ حياتي قصيرة جداً. و قد أختفي حين تعود الريح.
فسألت الغيمة: أيزعجك هذا؟
- قليلاً. لديّ إحساس بأني غير مفيدة.
- و أنا أيضاً، سأتحول قريباً الى مطر و أسقط. هذا قدري.
و تردّدت التلّة لحظةً و قالت : أتعرفين أننا نسمّي المطر جنّة؟
فقالت الغيمة بابتسامةٍ لطيفة: لا، لم أعرف أنّي بهذه الأهمية.
- لقد سمعتُ من بعض عجائز التلال كم المطر جميل. تقول إننا نلبس زينةً بعد هطوله تسمّى العشب و الزهور.
فأكّدت الغيمة : نعم هذا صحيح. لقد رأيت ذلك.
ختمت التلّة حديثها حزينةً:من دون شك، لن أرى المطر أبداً.
و فكّرت الغيمة لحظة ثم أضافت: أستطيع أن أغطّيك بالمطر...
- لكنّك ستموتين حينها.
فقالت الغيمة و هي تترك نفسها تسقط و تتحول الى مطر بألوان قوس قزح: نعم و لكنّكِ ستزهرين.
و في اليوم التالي، كانت التلّة الصغير مغطّاة بالزهور.
"اجعلني يا ربّ شمعة، أفني نفسي، ولكني سأنير الآخرين"
للتفكير
من أراد أن يحفظ حياته بفقدها...ما معنى حياتك؟ و هل لمعنى حياتك سمو؟ و هل يشمل هذا السمو الخير العام أم ينحصر في كيانك الضيّق؟ هل أنت مستعدّ للتضحية من أجل الآخرين؟ و ما هي صعوباتك في هذا؟
منقول